ترجمة عبرية - شبكة قدس: قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي، في تقييمه للوضع بعد اغتيال القائد العسكري لحزب الله، هيثم على الطبطبائي، بغارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، رفع حالة الاستنفار في منظومة دفاعاته الجوية على طول الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة.
ووضع جيش الاحتلال، وفق ما نقلت تقارير عبرية، عدة احتمالات لرد حزب الله على اغتيال قائده العسكري، وفي مقدمتها إطلاق قذائف صاروخية من لبنان على أهداف إسرائيلية، أو محاولة تسلل مقاتلين في حزب الله إلى مواقع لجيش الاحتلال عند الحدود، أو أن تطلق جماعة أنصار الله في اليمن صواريخ باتجاه الاحتلال، أو ألا يرد حزب الله بتاتا على اغتيال الطبطبائي، حسبما ذكرت إذاعة جيش الاحتلال.
وفي موازاة ذلك، قرر جيش الاحتلال مواصلة الغارات الجوية في لبنان بادعاء "إضعاف" حزب الله وضد محاولاته لترميم نفسه عسكريا.
واعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هرئيل، أن اغتيال الطبطبائي كان العملية الإسرائيلية الأشد منذ التوصل إلى وقف إطلاق النار، قبل سنة.
ووفق هرئيل فإن حكومة الاحتلال كانت تتوقع أن يدخل الجيش اللبناني في مواجهة مع حزب الله من أجل نزع سلاح الأخير، بعد وقف إطلاق النار، لكنها أدركت لاحقا أن مواجهة كهذه لن تحدث، وأن حزب الله سرّع جهوده بالتسلح ونشر عناصره في شمال وجنوب نهر الليطاني، وصعدت غاراتها في لبنان، "رغم أن حزب الله امتنع حتى الآن عن شن هجمات ضد إسرائيل".
وأضاف أن قرار الاحتلال استهداف مسؤول رفيع إلى هذه الدرجة في حزب الله "يلمح إلى أن إسرائيل على شفا مواجهة جديدة".
ورجح هرئيل أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لم يكن سيصادق على اغتيال الطبطبائي "من دون دعم كامل من جانب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب. والأميركيون يحاولون كثيرا دفع واقع جديد في لبنان، ومن الجائز أنهم يعتقدون أن تنفيذ ذلك من خلال الاغتيال سيدل على أن جدية النوايا الإسرائيلية قد يخرج الاتصالات مع الحكومة اللبنانية من حالة الجمود".
وأشار هرئيل إلى أنه يبدو أن "الاغتيال في بيروت أيضا ليس منعزلا عن هذه الحسابات، ومثله الاحتكاك الدائم في قطاع غزة".
وشدد على أن "حقيقة أن النيران مشتعلة في عدة جبهات، تساعد نتنياهو على السيطرة على الخطاب العام الإسرائيلي، وهذا يمهد أيضا الأرضية للأجواء التي ستسود هنا قبيل الانتخابات العامة، وتوفر له ذرائع عديدة لتأجيل جلسات محاكمته الجنائية. وبإمكان نتنياهو الاستمرار في القَسَم بأنه استخلص عبر 7 أكتوبر، ولذلك هو يتخذ خطا هجوميا وقتاليا. لكن في الخلاصة، يبدو أن القرارات لا تُتخذ انطلاقا من اعتبارات أمنية موضوعية فقط".



